شهد ميناء نواكشوط المستقل "ميناء الصداقة" اليوم حدثًا استثنائيًا تمثل في توزيع 528 قطعة أرضية على عمال الميناء (الحمّالة)، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي كان قد تعهّد لهم بهذه المبادرة خلال لقائه الرمضاني بهم العام الماضي.

الفرحة التي ارتسمت على وجوه الحمّالة، بعيدًا عن عدسات الإعلام، عكست حجم الامتنان لهذه الخطوة التي أعادت الاعتبار لفئة ظلت لعقود تواجه التهميش والمعاناة في ظروف عمل قاسية. المبادرة تأتي ضمن رؤية شاملة يتبناها رئيس الجمهورية لإنصاف هذه الشريحة وضمان حقوقها بشكل دائم.

وقد سبق هذه الخطوة سلسلة إجراءات إصلاحية شملت ترسيم أكثر من 550 عاملًا، وإتاحة خيار المغادرة الطوعية لمن يرغب، مع منح تعويض مالي يبلغ مليونًا وسبعمائة ألف أوقية، وتأمين صحي شامل للعاملين وأسرهم، إضافة إلى ضمان حقهم في الاكتتاب مستقبلاً متى ما دعت الحاجة.

كما تم تأسيس شركة “سوجيتراب” لتتولى تنظيم وتسيير العمل في الميناء، بما يكفل العدالة في توزيع المهام والحقوق، ويضمن للعمال استفادتهم الكاملة من الامتيازات المقررة. ومن بين الإنجازات أيضًا بناء مقر خاص بهم، وهو مطلب طالما انتظروه ضمن مساعي تحسين ظروفهم المهنية والاجتماعية.

بهذه الخطوة، يترجم رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني التزامه العملي بالوفاء بوعوده، ويؤكد حرصه على تحقيق العدالة الاجتماعية وتثمين جهود فئة ظلت لسنوات العمود الفقري لنشاط الميناء.