الجزائر، وفية لروح أول نوفمبر: دبلوماسية المبادئ والأخوّة في الميدان
🇩🇿 الجزائر بعد 71 عامًا من ثورة أول نوفمبر: تجدد جذوة الثورة وتؤكد دورها الريادي في إفريقيا
اهتزت نواكشوط مساء أمس على إيقاع الذاكرة والأخوة، إذ نظمت سفارة الجزائر في موريتانيا حفلاً مهيبًا بمناسبة الذكرى الحادية والسبعين لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، في أجواء غلبت عليها مشاعر الفخر والوفاء لتاريخ نضالي خالد.
وقد حضر المناسبة جمع من الوزراء والدبلوماسيين المعتمدين في نواكشوط، وشخصيات سياسية وإعلامية، وأفراد من الجالية الجزائرية المقيمة في موريتانيا.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد سعادة السفير أمين سعيد أنّ بيان أول نوفمبر لم يكن مجرد نداء ثوري ضد الاستعمار، بل هو الأساس الأخلاقي والسياسي الذي قامت عليه الدولة الجزائرية، وأصبح الركيزة التي بُنيت عليها سياساتها الداخلية والخارجية طيلة سبعة عقود.
وقال السفير: «لقد أنهى هذا النص التأسيسي ليلًا طويلًا من المعاناة والظلم، ولا يزال حتى اليوم يُلهم مسيرة الجزائر نحو السيادة والكرامة».
دبلوماسية متجذّرة في قيم التحرر
استعرض السفير في كلمته مبادئ السياسة الخارجية الجزائرية، مؤكدًا أن الدبلوماسية الجزائرية ما زالت وفية لإرثها الثوري، مدافعة بلا هوادة عن القضايا العادلة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
وجدد دعم الجزائر الثابت للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وكذلك للشعب الصحراوي، استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار 2797 الصادر عن مجلس الأمن، الذي أعاد التأكيد على مبدأ تقرير المصير وضرورة التوصل إلى حل سياسي عادل ومقبول من الطرفين.
الجزائر.. ركيزة للاستقرار في الساحل وإفريقيا الشمالية
وفي حديثه عن الدور الإقليمي للجزائر، ندد السفير بالمحاولات الرامية إلى تقويض مكانتها التاريخية، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الجزائر ستظل فاعلًا محوريًا في دعم السلام والتنمية والتضامن في منطقة الساحل والصحراء.
وأضاف: «ستبقى الجزائر دائمًا إلى جانب أشقائها في هذه المنطقة، تجمعنا بهم روابط الإيمان والثقافة والمصير المشترك».
رؤية تنموية يقودها الرئيس تبون
وأشاد السفير بجهود رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لإطلاق ديناميكية اقتصادية واجتماعية جديدة تُجسّد روح نوفمبر في مشاريع ملموسة.
وأوضح أن هذه المبادرات تهدف إلى تمكين الجزائر من احتلال مكانة ريادية بين الاقتصادات الصاعدة في إفريقيا، مع تعزيز دولة القانون وتدعيم التماسك الوطني.
شراكة جزائرية موريتانية متنامية
سلّط السفير الضوء على الحركية الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين الجزائر وموريتانيا، والتي تعكس الرؤية المشتركة لكل من الرئيس تبون ونظيره محمد ولد الشيخ الغزواني.
وتجسدت هذه العلاقات في مشاريع استراتيجية كبرى، من بينها طريق تندوف–الزويرات، وإنشاء منطقة حرة وخط بحري منتظم يربط البلدين، وافتتاح فروع جديدة لـبنك الاتحاد الجزائري في موريتانيا، إلى جانب شراكات في مجالات الدفاع والطاقة والصيد البحري.
كما ذكّر بعقد الدورة الثانية للجنة الأمنية المشتركة الجزائرية الموريتانية في الجزائر خلال شهر يوليو الماضي، والتي شكلت محطة مهمة في مسار التعاون الثنائي.
أخوّة وتضامن ومستقبل مشترك
وفي ختام كلمته، توجه السفير أمين سعيد بأحر التهاني إلى الشعب والحكومة الموريتانيين بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لاستقلال موريتانيا، متمنيًا لهم دوام الأمن والاستقرار والازدهار.
وشهدت الفعالية حضور عدد من أعضاء الحكومة الموريتانية، ومسؤولين سياسيين، ودبلوماسيين، وممثلين عن المجتمع المدني، إلى جانب أفراد من الجالية الجزائرية المقيمة في موريتانيا، في تأكيدٍ على عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين.
ولد بيّه
ترجمه نقلا عن صحيفه.ابوين شو
